واتتني الفكرة اول مرة عندما تعرض ابي الى حادث سير مميت. لقد علمت حينها بانني استطيع استمثار معرفتي وتدريبي الذي استقيته من عملي في قسم الصحة والسلامة والبيئة التابع لهيأة تشغيل الرميلة من اجل تحسين معايير واجراءات ولوائح السلامة في مجتمعي المحلي وتعليم الذين هم من حولي وحفظ ارواحهم.

بدأت بالعمل على تاسيس منظمة الصحة والسلامة والبيئة عام 2016 والتي تهدف الى رفع الوعي وتقديم المشورة حول مشاكل السلامة والصحة في محافظة المثنى. وكان من مهامنا دراسة التاثير الكبير لحوادث السير الآخذة بالتزايد، الامر الذي كان يعزى بشكل عام الى قلة الوعي بأهمية السلامة، وأنا متيقن بأنني قادرٌ على تغيير ذلك نحو الأفضل.

اشعر بالامتنان للاشخاص الذين انظمُّوا لي بشكل طوعي والناشطين الذين بذلوا وقتهم قدر الامكان من اجل استمرار عمل المنظمة. لقد تطور اداؤنا من مستوى الى مستوى افضل بمرور الوقت وانا فخور بحق بما انجزناه للآن. قدمنا دورات تدريبية واجتماعات وقمنا بزيارات لمواقع عمل ودوائر محلية وانجزنا دراسات ومراجعات مستفيدين من الدروس السابقة من اجل بناء المستقبل كما وقمنا بتوزيع كتيب توجيهات سلامة واسسنا جوائز في هذا المجال لتكريم الجهود الاستثنائية التي تعد مثالاً يحتذى به. لقد تم فتح مقرات للمنظمة في بعض المحافظات مثل بغداد و الموصل ومن المقرر فتح مقر في البصرة مستقبلاً.

اسست جهودنا المشتركة مع الجهات الحكومية للثقة المتبادلة بيننا وبين السلطات المحلية والمجتمع على حدٍ سواء، كما والتقيت شخصياً بوكيل وزير الصحة والبيئة لمناقشة المعايير البيئية والصحية. احد اكبر انجازاتنا تمثل باعتماد كراس السلامة الذي اصدرناه حيث تم ارساله وتوزيعه من قبل رئاسة الوزراء لجميع مؤسسات محافظة المثنى وباقي المحافظات.

ان جميع نشاطاتنا ومبادراتنا وتوجيهاتنا مستوحاة مما تعلمته في الرميلة. وبتعبير آخر، لم يكن لشيء ذكرته ان يوجد لولا ما شاهدته وتعلمته في هيأة تشغيل الرميلة

لايزال زملائي في الرميلة يدعمونني بقوة وهم مستمرون بتشجيعي على تطبيق اعلى المعايير سواء في العمل او خارجه. يتسم هذا العمل بتجسيد و مشاركة ماتعلمته على ارض الواقع الامر الذي يحدث فرقاً ملموساً لمن هم حولي. كما وانه لمن المشجع رؤية العديد من الناس يتبنون عملنا ويتخذون الاجراءات من اجل ذلك. نستطيع ان نخلق اثراً ايجابياً وان نحدث فرقاً بمجرد ان نخطو الخطوة الاولى.