البصرة، العراق، كانون الاول 2021: شهد حقل الرميلة النفطي تشييد إحدى أكثر محطات حقن الماء تطوراً في العراق للمساعدة في رفع مستوى إنتاج النفط ولدعم ستراتيجية الحقل طويلة الأمد. وتعتبر محطة الحقن السادسة المحطة الأولى التي يتم تشييدها في الرميلة خلال 40 عاماً وكذلك هي اول محطة حقن ماء تقوم بتشيدها هيأة تشغيل الرميلة، و الهيأة هي مشروع مشترك بين شركة نفط البصرة و شركة بي بي و شركة بتروتشاينا و شركة تسويق النفط العراقية (سومو) لتشغيل و إدارة الحقل.
يمثل حقن الماء ركيزة أساسية لإدامة مستويات إنتاج النفط المرتفعة للرميلة. وبعد حوالي 70 عاماً من استخراج النفط والغاز والماء، شهدت مكامن الرميلة المتقادمة انخفاضاً في الضغط المكمني، حيث يسهم حقن الماء بتعويض الضغط المنحسر وبالتالي دفع النفط والغاز إلى السطح. ومنذ دخول محطة الحقن السادسة للخدمة بشكل كامل، تم إعادة تنشيط 18 بئر منتج للنفط وتم إضافة حوالي 63,000 برميل نفط باليوم لصالح العراق.
وبهذا الصدد، تحدث نائب مدير هيأة تشغيل الرميلة السيد حسين عبد الكاظم حسين قائلاً: “ارتفع مستوى إنتاج النفط اليومي للرميلة بحوالي 40% تحت إدارة الهيأة. وإنَّ أحد أهم العناصر الرئيسة وراء ذلك تتمثل بإستراتيجية الرميلة الخاصة بحقن الماء، والذي ارتفع من حوالي 250 ألف برميل باليوم في شهر حزيران من العام 2010 ليصل مستويات عالية تخطت 1.5 مليون برميل باليوم في عام 2021. وتُمثل محطة حقن الماء السادسة فصلاً جديداً حيث نتوسع بإستراتيجية حقن الماء للجزء الجنوبي من الحقل للمرة الأولى خلال أكثر من عقد من الزمن، وسيمكننا ذلك من إدامة مستويات إنتاج النفط المرتفعة للأعوام القادمة.”
تقوم محطات الحقن بضخ الماء المعالج وصولاً إلى مستويات ضغط محددة، ليتم بعد ذلك نقله كي يحقن من خلال آبار حقن الماء المنتشرة في الحقل. تبلغ طاقة محطة الحقن السادسة حوالي 320,000 برميل ماء باليوم، ومن جملة المواصفات التي تتميز بها هذه المحطة خاصية المراقبة الرقمية لمعدات ومفاصل المحطة الأساسية للتحكم بمستويات الضغط وضمان وصول الأداء لأفضل حالاته من داخل غرفة سيطرة تم تصميمها خصيصاً لهذا الغرض. يتضمن موقع المحطة مسقف يضم خمس مضخات نوع سولزر (Sulzer)، تبلغ طاقة ضخ كل واحدة منها ما يصل إلى 80,000 برميل ماء باليوم، وكذلك مجمع صمامات آبار لتوجيه الماء صوب 20 بئر حقن و2.5 كم من الأنابيب مختلفة القياسات داخل المحطة و75 كم من خطوط أنابيب البنية التحتية الساندة خارج المحطة كما تتضمن المحطة مكاتب لعمل الأفراد.
تطلبت أعمال تشييد المحطة أكثر من مليون ساعة عمل ومد 16,700 متراً من الأسلاك والقابلوات الكهربائية المختلفة ونصب 1,721 فلنجة و575 صماماً متنوعاً. وقد كان هناك العديد من التحديات اللوجسيتة التي توجب تذليلها والتعاطي مع ظروف الجائحة العالمية ولإيجاد بيئة عمل آمنة من الفايروس وانتشاره، وهو ما دعا لإقامة حواجز داخل موقع العمل لتحديد منطقة عمل كل شركة متعاقدة بالتحديد.
ومن جانبه، صرح مدير الهيأة السيد أورهان كولييف قائلاً: “إنَّ دخول محطة الحقن السادسة للخدمة بشكل كامل هو إنجاز لافت في مسعانا لإدامة مستويات إنتاج النفط في جنوب الحقل. خلال الأحد عشر عاماً الماضية، تركز نشاط برنامج حقن الماء على الرميلة الشمالية، وهو ما أدى لارتفاع مستوى إنتاج النفط من شمال الحقل بأكثر من 150%. وإن حقن الماء بشكل آمن في الرميلة الجنوبية هو حلقة هامة في إستراتيجية هيأة تشغيل الرميلة للنجاح المستقبلي.”
وفي نفس السياق، أضاف النائب الخاص للهيأة السيد فان جيانبنك قائلاً: “انطلقت الأعمال أيضاً لتشييد محطة حقن جديدة أخرى هي محطة الحقن السابعة، والتي ستساهم في تحقيق طموحاتنا لضمان مواصلة المكامن في الرميلة الجنوبية من الاستمرار بإنتاج النفط بشكل فاعل وكفوء.”