اكتملت محطة الرميلة للطاقة الكهربائية ودخلت الخدمة بشكل كامل. تم افتتاح المحطة رسميا في حفل أُقيم بهذه المناسبة في 28 آذار 2018، وحضره عدد من المسؤولين من كل من وزارة النفط وشركة نفط البصرة وهيأة تشغيل الرميلة.
تُعد محطة الرميلة للطاقة الكهربائية اكبر مشروع من نوعه تنفذه هيأة تشغيل الرميلة منذ تأسيسها، والهيأة هي مشروع مشترك بين كل من شركة نفط البصرة وشركة بي بي وشركة بتروتشاينا، وتقوم بتشغيل وادارة حقل الرميلة النفطي. ستستخدم محطة الرميلة للطاقة الكهربائية الغاز المستخرج من الحقل لتشغيل التوربينات التي ستولد الطاقة الكهربائية وتسهم باكتفاء الرميلة ذاتيا من الطاقة اكثر من السابق.
ستولد المحطة 235 ميكا واط يوميا عند العمل باقصى طاقة خلال اشهر الشتاء، و 150 ميكا واط يوميا بادنى حدودها خلال موسم الصيف عندما تُلقي درجات الحرارة العالية باثارها على كفاءة التوربينات. الجدير بالذكر ان حجم الطاقة المتولدة من المحطة يضاهي استهلاك حوالي 23,000 عائلة بصرية من الكهرباء.
تم تشغيل حوالي 500 عراقي اثناء مرحلة تشييد المشروع الذي اشرفت عليه ونفذته الشركة الصينية للهندسة والانشاءات البترولية في العراق (CPECC). تتألف المحطة الحديثة من خمسة مفاصل رئيسية: غرفة تحكم مركزية تعمل على مراقبة اداء المحطة، وخمسة توربينات غازية مع غرف التشغيل والتحكم الخاصة بها، ومضخات لضخ وتوزيع غاز الوقود المنقّى الى التوربينات، ووحدة التحويل المعزولة عن الغاز حيث يتم تحويل الكهرباء التي تولدها التوربينات لتكون جاهزة لنقلها بعد ذلك بواسطة خطوط الضغط العالي الهوائية، واخيرا مخازن كبيرة لتخزين المعدات والمواد الاولية والتجهيزات الخاصة بعمل المحطة.
تضمنت اعمال التشييد والاعمال المصاحبة الاخرى رفع 40,000 م٣ من التربة، ومد 800 كم من القابلوات مختلفة القياسات، وكذلك مد 22 كم من الانابيب، واكمال اكثر من 5 مليون ساعة عمل وقد أُنجزت جميع تلك الاعمال من دون تسجيل اي حوادث سلامة تذكر.
تُعتبر الرميلة مسؤولة عن اكبر انتاج نفطي من بين حقول العراق النفطية. ما يعني المزيد من احتياجات الطاقة لتشغيل مؤسسة ضخمة ومتشعبة كالرميلة، وهو امرٌ تم تأمينه سابقا من خلال الاعتماد على شبكة الكهرباء الوطنية ومولدات الكهرباء. وهذا ما دعا هيأة تشغيل الرميلة لتشخيص الحاجة لايجاد حل اكثر استدامة لتأمين احتياجاتها من الطاقة وبالتالي اطلاق الخطط لبناء محطة للطاقة الكهربائية بامكانها استخدام الغاز المستخرج من الحقل لتوليد هذه الطاقة.
وبهذا الصدد، تحدث مدير هيأة تشغيل الرميلة السيد حسين عبد الكاظم حسين قائلا: “انها انعطافة هامة في تاريخ الرميلة. فنحن سعداء لتمكن الرميلة من النهوض بدورها في توليد الكهرباء لتأمين احتياجات الحقل من الطاقة للاعوام القادمة وتقليل الاعتماد على الشبكة الوطنية لتوفير الكهرباء للمواطنين.” فيما اضاف نائب مدير الهيأة السيد أريال فلورس قائلا: “نحن مسرورون لرؤية هذا المشروع وهو يأتي بقطافه. وما مشروع محطة الرميلة للطاقة الكهربائية إلا جزء من استراتيجية اوسع لتحديث الحقل وتحويل الرميلة الى مؤسسة تعمل حسب المعايير العالمية. وقد شهد عام 2018 تدشين ضفة انتاج جديدة من شأنها اضافة 80,000 برميل باليوم للطاقة الانتاجية للحقل، ونحن ماضون بنصب المزيد من اوعية الانتاج الجديدة في محطات عزل الغاز لتعزيز الانتاج النفطي المستقبلي ويقودني هذا الامر الى القول بأن خطوات تحديث وتطوير الحقل تسير بشكل وطيد.”
من جانبه علق نائب مدير الهيأة الخاص السيد فان جيانبنك قائلا: “نحن فخورون جدا لاكتمال هذا المشروع الحيوي، وسعداء جدا بما تم انجازه. ستكون الطاقة الاضافية التي تمنحها هذه المحطة لنا عاملا مهماً لاستقرار وازدهار المنطقة.”